من مجلة النادي – أكتوبر 1980
فكرة
بقلم : مصطفي أمين
أفكار للبيع
قرأت 3 أعداد من مجلة نادي سبورتنج , أعجبت بها لأنها خرجت عن تقاليد مجلات المؤسسات
فلم تبدأ صفحتها الأولى بصورة رئيس مجلس الأدارة .. علي الرغم من أنه صديق !
وجدتها مجلة فيها حركة وفيها حياة , وأنا أكره الصحف والمجلات التي أهم ما فيها صفحة الوفيات !
أتمنى أن تكون هذه المجلة نواة مجلات الأسكندرية الأولى , المجلة التي تعيد لصحافة أسكندرية
شبابها , بعد دفنا صحافة اسكندرية العظيمة تحت عمود السواري !
منذ ستين سنة كان في الأسكندرية ثلاث صحف يومية , صحف كبيرة فعلا , توزع في كل القطر, لا في
الأسكندرية وحدها ! أبناء هذه الأيام لا يعرفون ان جريدة الأهرام كانت تصدر في الأسكندرية في أول ظهروها
لا يعرفون مثلا ان جريدة وادي النيل لصاحبها محمد علي الكلزة , كانت تطبع في الأسكندرية و توزع فيها ظهرا, تم
توزع صباحا في كل مدن القطر , وقد يدهشون اذا علموا ان وادي النيل هذه كانت في وقت من الأوقات
أوسع صحف مصر انتشارا .
وكانت تصدر في الأسكندرية كذلك جرائد يومية بالفرنسية واليونانية و الإيطالية و كانت أم كلثوم تجئ
مرة كل شهر لتغني في مسرح محمد علي .
أنا أعتقد ان الصحف العظيمة و المجلات العظيمة هي التي تنشئ المدن العظيمة , و أتصور ان ظهور مجلة
مصورة كبيرة في الأسكندرية ممكن ان تجعل المدينة الجميلة علي كل لسان .. ممكن ان تعيد الأسكندرية
لتكون ” عروس البحر الأبيض المتوسط ” بعد أن أصبح البعض يسميها ” مطلقة البحر الأبيض المتوسط ” !
التحقيقات الصحفية التي تقدمها المجلة عن كل شئ جميل في المجلة , يمكن أن يكون بما فيها ملاحظات
القراء علي ما يجب اصلاحه في المدينة , وكلما كانت المجلة ناجحة كان صوتها عاليا .
ونحن نريد ان تكون مهمة مجلة سبورتنج ان تقول للحكام مايريده الشعب قبل ان تقول للشعب ما يريده حكام
الأسكندرية ! و أتمنى ان يجئ يوم يصبح أسم مجلة ” سبورتنج ” مجلة ” سبورتنج الأسكندرية ” لتخرج المجلة
خارج الحدود وتحمل للدنيا صورة حية لنشاط شباب جديد.
مصطفي أمين