الرئيسية » عن النادى » تاريخ النادي » الأمير عمر طوسون

الأب الشرعي لنادي سبورتنج

images_amrtosson
  • الأمير عمر طوسون (8 سبتمبر 1872 – 26 يناير 1944) جمع بين الإنتساب إلى البيت الحاكم و الإقتراب من الشعب و طوائفه المختلفه و بين الثراء العريض و الجد في العمل و بين الإشتغال بالعمل العام و الإنغماس في الدرس و التأليف و بين الإلتحام بقضايا الوطن والإحساس بهموم العالم الإسلامي و ملك فوق ذلك كله مروءة عاليه تنهض لنجدة الملهوف و المحتاج من الأفراد و المؤسسات و الأمم و كان تعلقه بالواجب يباري تخلقه بالأدب الجم وكان صورة صادقة للأمير العالم تشهد على ذلك بحوثه و مؤلفاته و للسياسي الوطني و يدل على ذلك وقوفه مع المجاهدين المصريين و للثري المحسن الذي وضع ماله وجاهه في خدمة وطنه.

 

مولده ونشأته

  • الأمير عمر طوسون هو الإبن الثاني للأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد علي مؤسس مصر الحديثه ، ولد في مدينة الإسكندرية يوم الأحد الموافق (5 رجب 1289 هـ – 8 سبتمبر  1872م) و لما بلغ الرابعه من عمره فقد والده فكفلته و ربته جدته لأبيه و أشرفت على تعليمه و كانت دراسته الأولى في القصر ثم إستكملها في سويسرا و بعد تخرجه تنقل بين عدة بلدان أوروبية مثل : فرنسا و إنجلترا و شاهد ما هي عليه من حضارة و تقدم و وقف على ما وصلت إليه من رقي و تطور في مجالات و عاد إلى الوطن محملاً بزاد كبير من العلم و الثقافة و إجاده للإنجليزية و الفرنسية و التركيه و عزم على إصلاح بلده و التجديد فيها

 

 

ثروة طائلة.. لكن

  • بعد عودته تفرغ لإدارة أملاكه و كان قد ورث ثروة طائله عن أبيه تضمن له عيشة رغدة و إستمتاعاً بمباهج الحياة دون تعب أو جهد و لكنه لم يكن من هذا الصنف الذي يميل إلى الراحه بل كان ممن يجد متعته في العمل النافع ، فأدار أملاكه إدارة حسنه و شغل نفسه بتحسين غلة أرضه و تجويد صنف محاصيلها و لم تمض سنوات قليله حتى زادت موارد أملاكه و بلغ من حسن إدارته أن أسند إليه اثنان من أقاربه إدارة شئون أملاكهما ، فقام بذلك عن رضا نفس و طيب خاطر دون أن يتقاضى عن ذلك أجراً
  • وقد هيأت له نشأته الطيبه و ثقافته العاليه و ميوله الإسلاميه أن يقترب كثيراً من أبناء الشعب المصري و يخالطهم و كان أكثر أمراء البيت العلوي إحساساً بقضايا الأمه و عملاً على تحسينها. و يبدو أنه ورث هذه الخصله من جده الوالي سعيد بن محمد علي الذي كان يعطف على الفلاحين المصريين فأسقط عنهم ما يثقل كاهلهم من الضرائب و ملكهم الأرض الزراعيه و جعل لهم مطلق الحريه في التصرف في زراعتها و بيع حاصلاتها. و كما أقترب طوسون من القضايا الوطنيه أقترب كثيراً من القضايا الإسلاميه ، فلم يُخف ميوله إلى الدوله العثمانية و الوقوف إلى جانبها و في صفها.

نصير الخلافة والمسلمين

  • كان عمر طوسون مثل كثير من المصريين لا يخفي تعاطفه مع الدوله العثمانيه بإعتبارها دولة الخلافه التي تظل العالم الإسلامي و تربط بين أبنائه و كانت الدوله تمر بظروف بالغة الحرج بعد أن تآمرت عليها أوروبا و بدأت في التهام بعض أراضيها و كان طوسون من أعلى الأصوات في مصر مؤازرة للدوله و عوناً لها فيما يقع لها من المصائب و الكوارث.
  • فحين نشبت الحرب الإيطالية الطرابلسية سنة (1329هـ= 1911م) وخاضت الدولة العثمانية الحرب مع أهالي برقة و طرابلس ضد إيطاليا الطامعه في الأراضي الليبيه أهاب الأمير عمر طوسون بالمصريين لمد يد العون إلى إخوانهم المسلمين في القطر الذي يجاورهم (ليبيا) و رأس اللجنه التي شُكلت لجمع التبرعات لمساعدة الدوله العثمانيه في حربها العادله ضد العدوان و بدأ بنفسه فتبرع بخمسة آلاف جنيه للجيش العثماني الذي يقاتل هناك و بألف أخرى لبعثة الهلال الأحمر المصرية التي سافرت إلى هناك. وهذه المبالغ كانت ضخمة في وقتها ، بالإضافه إلى ما كان يرسله إلى المجاهدين في برقة و الجبل الأخضر من القوافل المحمله بالعتاد و الطعام و كان لهذا العون الكريم أثره في إستمرار الجهاد و مواصلة القتال
  • و لم يمض عام على هذه الحرب حتى أشتعلت حرب أخرى ضد الدوله العثمانيه في البلقان و كانت أكثر ضراوة و أشد فتكاً و كانت أوروبا تقف خلفها فإنتقض عمر طوسون لمساعدة العثمانيين و بذل جهداً مضاعفاً لجمع التبرعات و جاب أنحاء مصر مع الأمير محمد علي لهذا الغرض ، حتى تجمعت لديه حصيلة ضخمة من التبرعات بلغت ثلاثمائة ألف جنيه في بضعة أسابيع ، كما نظم البعوث الطبية لجمعية الهلال الأحمر – التي أسسها بعض أمراء أسرة محمد علي – إلى هناك
  • ولما أنتهت الحرب العالميه الأولى بإنتصار الحلفاء و هزيمة الدوله العثمانيه إقتطع المنتصرون كثيراً من الأراضي العثمانيه و إحتلوا عاصمة دولة الخلافة و أضطرت فلول الجيش العثماني إلى الإنسحاب إلى داخل الأناضول للدفاع عن البقية الباقية من بلادهم و كان هؤلاء يحتاجون إلى العون و المساعده حتى يستمروا في الدفاع و الصمود ، فإمتدت إليهم يد الأمير عمر طوسون الذي دعا المصريين إلى التبرع لإخوانهم فإستجابوا لدعوته و استمرت هذه المعونه تتدفق ثلاث سنوات على هؤلاء المدافعين حتى تمكنوا من تحقيق النصر على اليونان و تحرير أرضهم
  • و لكن بعد أن تم لهم النصر عصفوا بالخلافه الإسلاميه و أخرجوا الخليفه عبد المجيد و سائر أسرة آل عثمان و كان لهذا الحادث أثر فاجع في نفوس المسلمين و عم الحزن أرجاء العالم الإسلامي ، فإنبرى عمر طوسون يدافع عن مقام الخلافة و يقف إلى جانب الأسرة المنكوبة ، فألف جمعية لمساعدة الخليفه عبد المجيد و أمراء البيت العثماني و إمدادهم بما يحتاجونه.
  • وآزر عمر طوسون بجهده و ماله معظم القضايا الإسلاميه التي عاصرها ، فناهض سياسة فرنسا في مراكش (الجزائر) التي كانت تدعو إلى تحويل مئات الألوف من المسلمين من ديانتهم إلى غيرها بدعوى أنهم برابرة و ليسوا عربا و فضح سياسة الإستعمار الهولندي في إندونيسيا ، مما ترتب عليه أن تراجعت هولندا و تنفس المسلمون بعضاً من الحريه التي جعلتهم يحافظون على دينهم و هويتهم.
  • ووقف إلى جانب قضية فلسطين و ناهض سياسة بريطانيا و دافع عن حقوق المسلمين و العرب في فلسطين و أهاب بهم جميعا أن يتحدوا و يتجمعوا على كلمة سواء ضد فكرة إنشاء وطن قومي لليهود و بذل من ماله لمساعدة المجاهدين الذين انبروا للدفاع عن هذه البقعة المقدسة

في السياسة.. وطني

  • نزل الأمير عمر طوسون معترك الحياة السياسيه و شارك فيها مشاركة فعاله مدفوعاً بحبه لمصر و إلتزامه بقضاياها الوطنيه و لم يكن يشعر أن ثمة فارقاً بينه و بين أحد من أبناء الوطن ، فهو ينتمي إلى مصر و يشعر بمعاناة المصريين و يحس بنير الإحتلال البريطاني كما يحسون و جاءت أعماله تعبيرا عن الموده التي يكنها لوطنه و الشعور بالمسئوليه تجاهه ، بل إنها فاقت أعمال بعض زعماء الوطنيه و رجال الأحزاب و لم يكن إنتسابه إلى البيت الحاكم و إنتظامه ضمن سلك الأمراء عائقا عن المشاركه الوطنيه في أروع صورها
  • وجاءت أول أعماله الوطنية إثر إنتهاء الحرب العالمية الأولى ، حيث دعا إلى تشكيل وفد مصري يناط به التحدث بأسم مصر في مؤتمر فرساي سنة (1337هـ= 1918م) للمطالبه بإستقلالها ، دون نظر إلى حزب أو جماعه سياسيه و هو بذلك صاحب فكرة تأليف وفد مصري للتفاوض ، فلما طرحها على سعد زغلول إستحسنها و وعده بعرضها على أصدقائه و بلغ من إعجاب سعد زغلول بهذا الإقتراح أن قال في مذكراته: “إن الأمير يستحق تمثالاً من الذهب لو نجحت هذه المهمه” غير أن سعد زغلول إنفرد بتأليف الوفد بعيداً عن صاحب الإقتراح الذي غضب لهذا التصرف،
  • و كادت تحدث أزمه تهدد الصف ثم تغلبت المصلحة العامه على هذا الخلاف و عاود سعد زغلول الإتصال بالأمير عمر طوسون و وقف عمر طوسون إلى جانب ثورة 1919م و أعلن هو و بعض الأمراء تضامنه مع الأمه و مطالبتهم بإستقلالها استقلالاً تاماً بلا قيد أو شرط و كان قصره في الإسكندريه مركزاً للعمل الوطني تصدر منه البيانات المؤيده لحقوق الأمه.

السودان.. امتداد مصري

  • كان الأمير عمر طوسون يعد السودان إمتداداً طبيعيا لمصر و كتب ذلك في الصحف و تضمنه كتبه و مذكراته و كان لا يذكر السودانيين إلا بما يليق بهم و يبدي إعجابه بكفاحهم و جهادهم . و حين شكلت لجنه لوضع الدستور المصري برئاسة حسين رشدي باشا سنة (1341هـ= 1922م) كتب إليهم قبل أن تبدأ أعمالها مذكراً بأهمية السودان و إعتباره ضمن حدود البلاد كما كان قبل الإحتلال و بوجوب تشكيل مجلس النواب من السودانيين و المصريين على حد سواء يعمل للمصلحه المشتركه التي لا إنفصام لها أبداً و كان لهذا الخطاب أثره في مناقشات لجنة وضع الدستور.
  • و كان يدعو دائماً إلى وحدة الأمه و إجتماع الشمل و يكره الشقاق و الخلاف و لا يهدأ حتى تسكن الفتنه و يلتئم الصف و يسعى إلى فض النزاعات بين الأحزاب المصريه حتى لا ينفرط عقدها أمام الإحتلال البريطاني الذي كان يزكي هذه النزاعات و يشعل نارها

رائد في كل نفع

  • الأمير عمر طوسون من أكثر المصريين في العصر الحديث مشاركة في أعمال الخير و يعد هو و أحمد باشا المنشاوي أكثر اثنين إنفاقاً في المشروعات الخيرية و حسبك أن تعلم أن المنشاوي باشا أوقف نحو ألف فدان على أعمال الخير و الإصلاح و لا تزال آثار يديه شاهدة على ذلك و يندر أن تجد مشروعاً نافعاً في مصر إلا و للأمير عمر طوسون يد بيضاء عليه
  • ويأتي في مقدمة أعماله الخيرية ما فعله مع الجمعيه الخيريه الإسلاميه التي كانت تقوم بدور عظيم في مجال التعليم عبر مدارسها المنتشره في أنحاء مصر ، فحين تعثرت ميزانيتها بعد أن تأخر كثير من المساهمين فيها في دفع إشتراكاتهم و دعت أهل الخير للتبرع بالمال لإستكمال رسالتها كان الأمير عمر طوسون أول من إستجاب لهذه الدعوه من المصريين و تبرع بمبلغ خمسة آلاف جنيه و ذلك في سنة (1339هـ= 1920م) و لم يكتف بهذا بل دعا غيره للتبرع حتى وصل المبلغ إلى خمسة عشر ألف جنيه ، فإستعانت به الجمعيه في عملها.
  • و لفت نظره ما تعانيه الجمعيه الخيريه القبطيه من ضيق ، فتبرع لها بألف جنيه و دعا الأقباط إلى الإكتتاب لها كما دعا المسلمين إلى الإكتتاب لجمعيتهم و نشر ذلك في الصحف و جاء في دعوته : “و الغرض الأقصى لي من ذلك أن أشرف على مضمار للخير في مصر بين الأخوين الشقيقين المسلم و القبطي ، تتسابق فيه العزائم وتتبارى الهمم؛ لأنظر إلى أية غاية يجري الأخوان المتباريان”
  • كما تبرع لمدرستي البطركخانة و المشغل البطرسي على إثر زيارته للأنبا كيرلس بطريرك الأقباط الأرثوذكس بمبلغ من المال ، يصرف من ريعه على الطلاب المتفوقين في المدرستين
  • و شارك مشاركه فعاله في جمعيه منع المسكرات التي أنشأها الدكتور أحمد غلوش و كانت مصر قد أبتليت بإنتشار الخمارات و محلات بيع الخمور في أنحائها ، الأمر الذي أفزع الغيورين و كان غلوش واحداً من هؤلاء.
  • وقد لقيت الجمعية عونا ظاهراً من طوسون ، فأرسل في سنة (1349هـ= 1930م) إلى رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشيوخ و رئيس مجلس النواب رساله طالبهم فيها بالنظر في سن قانون يقضي بمنع تداول المسكرات في البلاد و بعث إليهم بمشروع لهذا القانون و ترأس وفداً من الجمعيه سنة (1353هـ= 1934م) لمقابلة الملك فؤاد و عرض عليه مذكره تطالبه بتحريم المسكرات في المملكة
  • و شملت صلاته الخيريه عشرات الجمعيات في مصر ، مثل جمعية الشبان المسلمين و العروة الوثقى و المواساة و الملجأ العباسي و مشيخة العلماء بالإسكندريه ، فضلا عن إعاناته المختلفه للمعاهد العلميه و الأثريه و الرياضيه

الجمعيه الزراعيه الملكيه

  • تولى عمر طوسون رئاسة الجمعيه الزراعيه الملكيه سنة (1351هـ= 1932م) و كانت تعنى بشئون الزراعه في مصر و العمل على نهضتها و قد أسسها السلطان حسين كامل و تولى رئاستها ثم خلفه عليها الأمير كمال الدين حسين و بعد وفاته تولى أمرها الأمير طوسون
  • و قد نهض طوسون بالجمعيه و وسع من دائرة عملها و كان لشغفه بالعلم و حبه للبحث العلمي أثر في توجيه الجمعيه ، فأجريت التجارب على مختلف الأراضي الزراعيه و طرق إصلاحها و ما يناسبها من الأسمدة و أنتجت عدة سلالات من القطن و القمح وا لشعير، و أقيمت لأول مره في مصر تحت إشرافه تجارب الصرف الجوفي و تأثيره على جذر النبات و نموه
  • و أهتم طوسون ببحوث الحشرات و أعلن عن تقديم جائزة ماليه قدرها خمسة عشر ألف جنيه لمن يبتكر علاجاً لإبادة دودة ورق القطن و شجع الجمعيه على إعداد كميات كبيرة من التقاوي الممتازه للمحاصيل الرئيسيه لتوزيعها على المزارعين
  • و يذكر له أنه أنشأ عدداً من القرى النموذجيه المزوده بالمرافق الضروريه و أرسل إلى الحكومه المصريه كتاباً يقترح فيه أن تبدأ برنامجاً منظماً لإصلاح قرى القطر المصري و إتجهت الجمعيه أثناء رئاسته إلى نشر بعض المؤلفات العلميه المتصله بالزراعه ، مثل الحشرات الضارة في مصر لـ”ولكس”، و قوانين الدواوين لـ”ابن مماتي”، و الأحوال الزراعيه في مصر لـ”جيرار”، و الخيول العربيه للأمير محمد علي ، فضلاً عن المطبوعات التي تتضمن نتائج البحوث العلميه التي تقوم بها الجمعية

مؤلفات واكتشافات أثرية

  • إتجه عمر طوسون إلى الكتابه و التأليف و لم تشغله أعماله -على كثرتها- عن الإنتاج العلمي الغزير بالعربيه و الفرنسيه و موالاة الصحف ببحوثه العلميه الدقيقه و إستأثرت البحوث التاريخيه و الجغرافيه و الأثريه بإنتاجه كله و دارت كلها حول مصر و السودان ، فكتب عن الجيش المصري في عهد محمد علي كتاباً بعنوان “صفحات من تاريخ مصر و الجيش البري و البحري” تناول أحداثاً حربيه قليلاً من يعرفها لعدم الإهتمام بها ، مثل مشاركة مصر في الحمله العسكريه التي أرسلها نابليون الثالث إلى المكسيك و ذلك في عهد محمد علي و الخديوي إسماعيل و قد أبلت هذه الكتيبة المصرية بلاء حسنا و فقدت نحو ثلث رجالها هناك و قد سجل عمر طوسون بطولات هذه الكتيبه في كتابه “الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك” ، كما تناول تاريخ الجيش المصري الذي إشترك مع الدوله العثمانيه في حرب القرم في كتابه “الجيش المصري في الحرب الروسيه المعروفه بحرب القرم”.
  • و لم يهتم الأمير عمر طوسون بالجانب العسكري وحده ، بل تناول الصناعه في عصر محمد علي و البعثات العلميه التي أرسلها إلى أوروبا و سجل ذلك في كتابه “الصنائع و المدارس الحربيه في عهد محمد علي باشا” و “البعثات العلميه في عهد محمد علي و في عهدي عباس و سعيد”
  • و كانت مسألة السودان من المسائل التي ظلت الشغل الشاغل لعقل الأمير طوسون و ألف فيها بالعربيه و الإنجليزيه و الفرنسيه ، مثل : المسأله السودانيه ، فتح دار فور ، تاريخ مديريه الإستواء في ثلاثة أجزاء ، و كان يرى أن السودان لازم لمصر و لا غناء لها عن الإشراف على النهر الذي تستمد منه الحياة.
  • و لطوسون جهود مشكوره في مجال الجغرافيا التاريخيه ، فقد ركز على مصر و نهر النيل فيما كتب و من مؤلفاته في هذا المجال كتاب ضخم بعنوان “مذكرة عن تاريخ النيل” تناول فيه منابعه و مجراه و أفرعه و فيضانه و إستعرض فيه آراء المؤلفين القدماء و المحدثين و كتاب “جغرافية مصر في العصر العربي” وصف فيه الأدوار المختلفه التي مرت بها جغرافية مصر من الفتح الإسلامي حتى الفتح العثماني ، مدعماً أسانيده بما ذكره جغرافيو العرب و مقارناً بينهم.
  • و كما كان طوسون شديد الولع بمطالعة كل ما له علاقه بتاريخ مصر و السودان فقد كان مغرماً بالبحث في مجال الصحراء ، محباً للتنقيب عن الآثار و كانت مدينة الإسكندريه و ما حولها هي محل عنايته في البحث و التنقيب ، فقام برحلات كثيره إلى الصحراء الغربية و درس طبيعة هذه الجهات و ما فيها من الواحات دراسة مستفيضه و وفق إلى كشف آثار لها أهميتها ، فإكتشف في أطلال بناء قديم في جنوب غرب واحة الداله صليباً قبطياً من البرونز يرجع عهده إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي ، بالإضافة إلى بعض الأواني الفخاريه الأثريه ، كما إكتشف بقايا أديره للرهبان في عرب وادي النطرون و قد نشر عنها بحثاً مستفيضاً مع الصور الفوتوغرافيه في مجلة الجمعيه الملكيه للآثار.
  • و من اكتشافاته الهامه عثوره على رأس تمثال الإسكندر الأكبر بخليج العقبه و إكتشافه لبقايا مدينه مغموره بالماء على عمق خمسة أمتار بخليج أبي قير سنة 1933 و قد نشر هذا الإكتشاف في مجلة الجمعيه الملكيه للآثار سنة (1353هـ= 1934م).

مؤلفات الأمير عمر طوسون

وفاته

  • كانت حياة الأمير مليئه بالأعمال الجليلة و شغل وقته بالبحث و التأليف و المشاركه في العمل العام و الإسهام بالرأي في قضايا الوطن و لم يكن مثل معظم أفراد البيت المالك ممن شغلتهم حياتهم الفارغه عن الجد ، بل كان قريباً من عامة المصريين ، يعد نفسه واحداً منهم و يعمل على تحسين أحوالهم حسب قدرته.
  • و قبل وفاته بأكثر من عشر سنوات كتب وصيه تخص مكتبته العامره و كانت تضم نحو ثمانية آلاف مجلد من نفائس الكتب و المخطوطات و الصور و الخرائط و التي يندر أن تجتمع عند أحد و قد أوصى أن تهدى هذه المكتبه إلى المتحف الحربي و المتحف اليوناني الروماني بالإسكندريه و مكتبة بلدية الإسكندريه
  • و قد توفي الأمير عمر طوسون يوم الأربعاء (30 من محرم 1363هـ= 26 يناير 1944م) و كان قد أوصى ألا تقام له جنازة و نفذ له الملك فاروق وصيته ، مقتصراً على تشييع الجثمان الذي شارك فيه الوزراء و الأمراء و كبار رجال الدوله
Top